[eslamalanany]

ومن جانبه ، أدان الرئيس الفرنسي جاك شيراك الغارة الإسرائيلية التي أدت لمقتل العشرات، وقال إن الحادث يشير إلى الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار ، وفي إسبانيا، أصدرت وزارة الخارجية بيانا عبرت فيه عن قلقها وشجبها العميق للقصف الإسرائيلي لمدينة قانا اللبنانية، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار. ووصفت وزيرة خارجية بريطانيا مارجريت بيكيت، مقتل قرابة 60 مدنياً في الغارة بـالحدث "المروع" ، كما أدان الاتحاد الأوروبي الحادث ، وقال مسئول لجنة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو-والدنر :" إن الهجوم الإسرائيلي على مدينة قانا يعد تصعيداً غير مبرر للعنف في وقت يعمل فيه المجتمع الدولي بشكل مشترك من أجل إيجاد حل للصراع"، مضيفاً أن الوقف الفوري للعنف والاعتداءات الآن بات أمراً ملحاً.
أما بالنسبة لواشنطن ، اكتفت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بالإعراب عن حزنها العميق للفقد المؤسف لأرواح الأبرياء في قانا ، مشيرة إلى أنها سمعت بالحادث خلال اجتماعها مع وزير الدفاع الإسرائيلى عمير بيريتس في تل أبيب . ويري مراقبون أن مجزرة قانا هى تأكيد على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من العدوان بعد الخسائر الفادحة التى تكبدتها في المعارك البرية مع حزب الله ولذلك لجأت للفتك بالمدنيين لحفظ ماء وجهها أمام الرأى العام الإسرائيلى الذى بات يتساءل حول جدوى تلك الحرب . وأوضح المراقبون أن المجزرة وقعت خلال وجود كونداليزا رايس في إسرائيل ، الأمر الذي يؤكد أن إسرائيل ترتكب تلك المجازر بضوء أخضر أمريكى وأن جولة رايس الثانية استهدفت بالأساس إنقاذ إسرائيل وتحقيق ما عجزت عنه عسكريا من خلال الوسائل الدبلوماسية.

لقد أنهك حزب الله جيش الاحتلال وفاجأه بقدرته الفائقة، ليس على الصمود في الميدان فحسب وإنما على المناورة العسكرية وعلى الإمساك بزمام المبادرة القتالية, حيث لايزال حزب الله يطلق الصواريخ على مدن إسرائيل بلا هوادة وبشكل يومي، كما لاتزال قوات إسرائيل البرية مع كل ما تملكه من عتاد تواجه مقاومة شرسة وصمودا مذهلا من قبل قوات حزب الله والتي هي في التصنيف العسكري الحديث ليست سوى ميليشيات بدائية لا أكثر, وهو ماأجبر رايس على العودة للمنطقة للمرة الثانية في أقل من أسبوع ، للبحث عن مخرج لورطة حليفتها إسرائيل .

إلا أن لبنان كان يقظا بشأن هذا المخطط الخبيث ورفض إجراء أية مفاوضات مع رايس قبل وقف إطلاق النار . ويمكن القول ، إنه رغم بشاعة مجازر إسرائيل ضد المدنيين اللبنانيين ، إلا أنها من شأنها أن تحشد المجتمع الدولى ضد أمريكا وإسرائيل ، كما أنها تحشد كافة طوائف الشعب اللبنانى خلف مقاومته الباسلة التى حققت انتصارات باهرة على الأرض ، وأحرجت الجيش الإسرائيلي أمام شعبه والعالم.

المجازر تتواصل

- مذبحة مروحين :

في السادس عشر من يوليو ، قصفت إسرائيل قافلة سيارات تقل مدنيين فارين في بلدة مروحين في جنوب لبنان وذلك في اليوم الرابع لعدوانها الهمجى ، ما أودى بحياة 22 شخصا معظمهم نساء وأطفال . واتهم نبيه برى رئيس مجلس النواب اللبنانى الأمم المتحدة بالتواطؤ في تلك المجزرة بعد أن رفضت قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان استقبال هؤلاء المدنيين فى أحد مقراتها .

- مذبحة قانا الثانية :

في الثلاثين من يوليو ، ارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة في قانا فى جنوب لبنان بعد عشرة أعوام من ارتكابها مجزرة مماثلة في ذات البلدة ، ولقى حوالى 57 شخصا معظمهم من النساء والأطفال مصرعهم جراء استهداف الطيران الإسرائيلي لمبنى سكني مكون من ثلاث طوابق كان يحتمي به مدنيون لبنانيون وذلك في اليوم التاسع عشر للعدوان الإسرائيلى على لبنان .
الغارة استهدفت ملجأ لمدنيين عزل في قانا


- مذبحة قانا الأولى :

فى منتصف إبريل عام 1996 ، قامت إسرائيل رداً علي ضربات كوادر حزب الله الموجهة لقواتها العسكرية التي تحتل أراضي الجنوب اللبناني بتوجيه تحذير إلي أهالي قرية قانا لترك بيوتهم والانتقال إلي مكان آخر وإلا تعرضوا للموت ، لأنها ستقوم بتدمير البنية التحتية لقريتهم و96 قرية اخري كرد انتقامي لتعرض جنودها لهجمات أفراد المقاومة اللبنانية ، فيما أطلق عليه "حملة عناقيد الغضب" . ولمعرفة الأهالي الوثيقة بهذه النوعية من التهديدات الاسرائيلية لجأ البعض منهم الي قاعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة القريبة من زمام قريتهم للاحتماء بها، علي أمل أن يجمح ذلك جماح الفاشية العسكرية الاسرائيلية المتعطشة للدماء .
www.moheet.com