[سلمى]

اللسان مرآة الروح التي تظهر فيها شخصية المرء , وهو الوسيلة الأولى ليعبر بها الإنسان عن نفسه , والعاقلهو من يعلم ما لهذا العضو الصغير من أفعال عظيمة ,فبه أُقيمت دول وبه تهدمت أخرى , وبه تآلفت قلوب وبه تفرقت وبه قامت حروب وبه أُحِلّ سلام,...
ولتوظف اللسان في المكان الصحيح فلابد من انتقاء الكلمة , فالكلمة الطيبة صدقة , و رُبّ كلمة ٍ سلبت نعمة , و رُبّ زلةٍ أوجبت ذلة.
ولا يزلُّ اللسان إلا لكثرة الكلام واللغو..وتحريكه فيما لاينفع ,وقد يقود صاحبه حينئذ إلى مواطن التهلكة , وقد قيل بأن مقتل الرجل بين فكيه ...وليس اللسان إلا كالفرس الهائج والكيس الماهر هو من أحسن ترويضه وقاده إلى الطريق الصحيح وانتقى الكلمات الطيبة لتنفح منه كعطر زهرةٍ فواحة.
يمكن للإنسان أن يجني كنزا بلسانه..., فكلمة طيبة تؤلف القلوب بها حسنة , و دعاء صالح به حسنة, واستغفار وتلاوة بهما حسنة , واشتغال بالعلم حسنة , وما دون ذلك فالصّمت أحق باللسان من أن يتفوه بأكثر مما يجب فيُـحمِّل نفسه أكثر مما تُطيق ، ففي الصمت عبادة ,....وعلى الإنسان أن يقدّر هدفه قبل بلوغه ويلزم الصدق ولا يقول إلا الحق,لا يخاف في ذلك لومة لائم.
التمس حظك بالسكوت فإنّ الصامت مهاب والمنصت محبوب
واذكر أنّ كل ما يلفظه اللسان من إثمٍ وفواحش سيشهد به لسانك عليك أنت يوم القيامة

لسانك حصانك ,إن صنته صانك ..وإن خنته خانك