حروب الجيل الرابع تهدد اسرائيل
فى الأيام القليلة الماضية, يزايد أهتمام المسؤلين الأسرائليين و الأمريكيين و الصحف بالأسلحة التى أصبحت تمتلكها المقاومة, و خاصة حزب الله اللبنانى, مما يشكل خطر كبير على الدولة العبرية, و تعتبر هذة الأسلحة متنوعة و أستراتيجية بصورة تجعل الجيش الصهيونى عاجز على التعامل مع هذة القوة الجديدة الناشئة فى المنطقة و التى سيمكنها خوض حروب جديدة مع الكيان الصهيونى و هو ما يعرف بحروب الجيل الرابع, و يقول خبراء عسكريين و أستراتيجيون انها ستكون عبارة عن حروب صغيرة الحجم تشتعل في مناطق مختلفة من الأرض ضد عدو شبح يختفي ويظهر, و سنحاول أن نلقى نظرة على بعض الأسلحة التى تستخدم فى هذة الحروب.
القرصنة الألكترونية
تمكنت كتائب القسام التابعة لحركة حماس أثناء العدوان الأسرائيلى الأخير على غزة من أختراق أجهزة اللاسلكى التابعة للجيش الأسرائيلى و الأستماع الى الجنود الصهاينة, و يعد هذا الأختراق نجاح كبير للمقاومة, فأختراق الأجهزة اللاسلكية لجيش دولة ليس بالأمر السهل, فالأشارة اللاسلكية يتم تشفيرها بصورة معقدة.
تقول دراسة أعدها مديرا منتدى النزاعات ( اليستر كروك) المسؤول السابق في المخابرات البريطانية , و(مارك بيري) الكاتب والمحلل المتخصص في الشؤون العسكرية والاستخباراتية والسياسة الخارجية أن لدى حزب الله قدرات للتنصت على الإشارات اللاسلكية ما جعله قادرا طوال مدة الحرب الأخيرة , على التنبؤ بالزمان والمكان الذي ستهاجم فيه المقاتلات والقاذفات الإسرائيلية.
أقرت وزارة الدفاع الأمريكية بأن الجماعات المسلحة في العراق تمكنت من اختراق شبكة البث المباشر الخاصة بطائرات استطلاع أمريكية دون طيار, وأكد مسؤولون أمريكيون أن أفرادا في ميليشيات, مدعومة من طرف إيران استخدموا برامج مثل سكاي جرابر التي تباع في الإنترنت بـ 25.95 دولار بهدف تنزيل لقطات الفيديو التي ترسلها طائرات الاستطلاع الأمريكية.
أضف الى ذلك القرصنة التى تقوم بها المقاومين الفلسطنين على المواقع الصهيونية, فقد نجحت المقاومة في اختراق موقع الإذاعة الإسرائيلية والموقع الإلكتروني الخاص بحزب الليكود الذي تعرض للاقتحام مرتين.
فمع الثورة المعلوماتى و ثورة الأتصالات التى يشهدها العالم, ستجعل من الصعب على الدول المتقدمة أحتكار المعومات و التقنيات الحديثة فى المجال الألكترونى, خاصة مع ضغر حجم الأنظمة الألكترونية و سهولة تهريبها و الأهتمام بالهندسة العكسية التى تعتمد عليها ايران بشكل كبير فى تطوير قدراتها العسكرية.
الطائرات بدون طيار
كشف حزب الله اللبناني أنه حقق إنجازا نوعيا للمرة الأولى في تصديه للانتهاكات الإسرائيلية لسيادة لبنان بتحليق طائرة أسماها "مرصاد 1" فوق العديد من المستوطنات والبلدات الإسرائيلية وصولا إلى بلدة نهاريا الساحلية في شمال إسرائيل, ثم عادت إلى قاعدتها بسلام, بعد التقاطها صورا لهذه المناطق, وأكد بيان للحزب, أن طائرة "مرصاد 1" ستقوم بمزيد من الطلعات في أي وقت إذا استمرت الانتهاكات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني.
و قد كشف مصدر عسكري إيراني, في حوار له بصحيفة الشرق الأوسط, أن الطائرة "مهاجر 4" التي حلقت فوق الحدود الشمالية لإسرائيل, وأطلق عليها حزب الله "مرصاد 1" لها مقدرة في تجنب رادارات العدو المفترض, وتحمل ثلاث كاميرات ورادر ديجيتال ونظام إرسال إلكترونيا, وقادرة على التحليق على ارتفاع يفوق 6 آلاف قدم, وتصل سرعتها القصوى إلى حوالي 120 كيلومترا في الساعة, وقوة محركاتها أقل من 10 أحصن
تمكن حزب الله فى الحرب الأخير على جنوب لبنان, من أصابة أحد البوارج التابعة للجيش الأسرائيلى, و قد وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن بارجة أصيبت خلال الهجمات على بيروت, وفقد أربعة من بحارتها, كما أشار موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني إلى أن أضرارا جسيمة لحقت ببارجة حربية استهدفها مقاتلو حزب الله بصاروخ وطائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات.
و يذكر أنه فى الأونة الأخير تتزايد أهتمام كثير من الدول بالطائرات بدون طيار, و على رأس هذة الدول الولايات المتحدة الأمريكية, و ذلك لقلة التكلفة قياسا بالطائرات التى يقوده التيار, و هو ما دفع وزير الدفاع الأمريكى روبرت غيتس بطلب إلغاء برنامج صناعة الطائرة ف-22 رابتور و العمل على تصنيع مزيد من الطائرات بدون طيار طيار لأستخدامها فى الحرب فى أفغنستان و العراق.
و مع هذا الأهتمام العالمى بهذة الطائرات, أعتقد أنها ستكون سلاح الطيران المستقبلى للدول و أيضا للمقاومة و سيقاس مقدار نجاح هذا السلاح فى طريقة أستخدامة أكثر منه تقدم هذة الطائرات.
شبكات الأنفاق
تشير تقارير و تصريحات لخبراء عسكرين, أن حزب الله تمكن من بناء قواعد تحت الأرض تحتوى على عشرات الألاف من الصواريخ الى جانب عدد من الدشم المحصنة بصورة هندسية معقدة, بحيث تضمن لها التحصين من الهجمات الجوية الأسرائيلية, و أن جانب من هذة الأنفاق قد تم بناءة بصورة هندسية بحيث تسمح للصواريخ بالأنطلاق من داخل هذة الأنفاق و هو ما سيشكل أكتشاف هذة القواعد من الجانب الأسرائيلى مهمة بالغة الصعوبة,كما أن شبكة الأنفاق هذة متصلة بشبكة سريعة من المواصلات و شبكة أتصالات هاتفية لا يمكن التصنت عليها
أيضا تمتلك حماس شبكة معقدة من الأنفاق, لعبت دور هام فى الحرب الأخيرة على غزة, فهى تستخدم لتخزين و نقل الأسلحة و الصواريخ و تعتبر وسيلة سريعة و أمنة للربط بين أجزاء القطاع, مما يساعد الجنود على صد هجمات الجيش و أطلاق الصواريخ على البلدات الأسرائيلية ثم الأختباء بداخلها, كما أنها تشكل وسيلة سريعة لنقل الأسرى الصهاينة بعيدنا عن أرض المعركة.
ويقول المحللون الذين اطلعوا على الاستخبارات الإسرائيلية, إن الأنفاق أصبحت أكثر تعقيدًا خلال السنوات الثلاث التي تلت انسحاب إسرائيل من غزة
و لقد ذكرت أحد الصحف الأسرائيلية أن الجيش الصهيونى يعمل على حفر أنفاق تحت الأرضل, لتأهيل جنودة للقتال داخل الأنفاق لمواجهة هذا التهديد الجديد الذى واجه الجيش خلال الحربين على لبنان وقطاع غزة
الأعلام
الأعلام أصبح من أهم المقومات فى الحروب الحديثة, لما له من تأثير كبير على الراى العام, الى جانب أستخدامة لتوصيل رسائل سياسية واضحة و صريحة للطرف الأخر, مما دفع حركات المقاومة من انشاء جهاز أعلامى خاص بها, و لقد بدأ حزب الله منذ عام 1991 بأرسال أرضى لقناة المنار و فى عام 2000 تم بدأ أول أرسال فضائى للقناة, و قد تعرضت القناة لعدة هجمات بسلاح الطيران الأسرائيلى أثناء الحرب الأخيرة على لبنان.
و تمكنت حركة حماس أيضا من أطلاق أحد القنوات الفضائية, و هى قناة الأقصى الفضائية, الى جانب أهتمام الحركة بالرسائل التى توصلها للعدو الصهيونى من خلال مقاطع فيديو متحركة ثلاثية الأبعاد و غالبا ما تكون مترجمة للغة للعبرية, لكى تصل الرسالة الى المواطن الأسرائيلى.
و لم تسلم القناة من القصف فقد تعرضت لهجمات بالطيران الأسرائيلى, أثناء الحرب الأخيرة على القطاع و رغم قصف القناة أثناء الحرب ألا أن القناة واصلت البث من مكان مجهول بعد دقائق من توقف البث, و أعلنت فى شريط عاجل على شاشتها أن مقرها قد تم قصفه.
و يعتبر هذا القصف لهذة القنوات من الجانب الأسرائيلى, هو ثمة أمتعاض و أنزعاج شديد من هذة القنوات التى لا تقل قذائفها أثرا و قوة, من قذائف الصواريخ التى تطلقها, مما دفع امريكا الى التقدم بمشروع قانون بتصنيف هذة القنوات بالقنوات الأرهابية, التى تحث على الكراهية و العنف, و فرض غرامة على أصحاب الأقمار الصناعية التى تبث هذة القنوات, و يذكر أن فرنسا قد مارست ضغوط على شركائها فى الأتحاد الأوروبى لحظر قناة الأقصى من البث على القمر الأوروبى
الصواريخ
غيرت صواريخ حزب الله و حماس المعادلة فى نقل حروب اسرائيل الى مدنها لأول مرة فى تاريخ اسرائيل, بعد ما كانت مدنها بعيدة عن حروبها مع العرب.
فأثناء الحرب على جنوب لبنان أنتلقت صواريخ الكاتيوشا على البلدات الأسرائيلية و عجز الجيش الأسرائيل عن وقف هذة الصواريخ, و هذا الفشل الأسرائيلى فى وقف أطلاق الصواريخ أنتقل من صواريخ الكاتيوشا التى تنطلق من جنوب لبنان على شمال اسرائيل, الى صورايخ المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة على جنوب اسرائيل.
و رغم بدائية هذة الصواريخ, ألا أنها قد حققت نجاح كبير فى الحربين, و لكن المشهد لا ينتهى عند هذا الحد فمع أنباء عن تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكاد بعيدة المدى الى جانب صواريخ أكثر تقدما يتم تزويد بها ايران الحزب ستصبح اسرائيل بأكملها فى مرمى نيران المقاومة.
و يقول نائب الأمن الأسرائيلى متان فيلنائي أن حزب الله يمتلك صواريخ قادرة على ضرب مفاعل ديمونا فى جنوب اسرائيل و أن هذة الصواريخ لا تشمل صواريخ سكاد التى تسلمها الحزب مؤخرا و التى يبلغ مداها 700 كم و يبلغ وزن رأسها طن من المتفجرات, و بذلك فأن فى مقدرة الحزب أستهداف مقرات القيادة العسكرية, ومعسكرات سلاح الجو, والاستخبارات و البنية التحتية الاستراتيجية ومطار بن غوريون,و هو ما دفع وزير الدفاع الأمريكى روبرت غيتس باتهام سورية بتزويد حزب الله بصواريخ سكاد, و صرح بأن حزب الله أصبح يمتلك ترسانة عسكرية أكبر من كثير من دول العالم.
كما أعلن رئيس هيئة الابحاث في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال يوسي بيدن, بأن الحزب قد حصل على صواريخ روسية متقدمة أرض جو بأمكانها أسقاط طائرات الأستطلاع و الهليوكبتر و طائرات الأف 16.
و رغم أن القوة التدميرية للكيان الصهيونى ما زالت تتفوق على أسلحة المقاومة, ألا أن هذا الفارق ربما يتلاشى, فقد كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أن حزب الله قد أطلق قذائف عنقودية على اسرائيل أثناء الحرب الأخيرة على لبنان, و يعتبر أطلاق الحزب لهذة القذائف صينية الصنع هو أول أستخدام مؤكد لهذة القذائف فى العالم, أضف الى ذلك العمليات الأستشهادية التى يقوم بها المقاومون داخل قلب الكيان الصهيونى, و رغم تراجع هذة العمليات فى السنوات الأخيرة ألا أنها ربما تعود مرة أخرى, فربما نراها أثناء الحرب و ربما تكون داخل الملاجئ, و حينها ستكون قوية جدا, ليس فقط فى عدد ضحاياها بل أيضا فى رسائلها السياسية.