وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لمروركم الكريم
هالمقاله اعجبتني وحبيت اضيفها عن الصين
تجربة الصين في التطور الاقتصادي
بعد وفاة الزعيم الصيني ماوتسي تونغ في عام 1976 ووفاة رئيس وزرائه شوان لاي في العام نفسه، وبعد عامين من الصراع على السلطة وصلت الى الحكم، ومن حسن حظهم قيادة تمتلك رؤية مختلفة جسدها الرئيس دينج شياوبينج ليتصدر اولوياتها هدف تطوير الاقتصاد والانفتاح على العالم وتحقيق مستوى من العيش الكريم للمواطن الصيني اذ تعد الصين للفترة 1949-1978 دولة فقيرة اقتصاديا حيث ان دخل الفرد متدن جدا وكذلك مجمل ناتجها المحلي ومعدل نموها الاقتصادي، اما الاستثمار الاجنبي فلم يكن له وجود في الصين قبل عام 1978 وقد شعرت القيادة الجديدة ان النهوض بالصين يتطلب:اولا: النهوض بالاقتصاد الصيني وهذا الامر لايمكن ان يتحقق من دون اتباع سياسة خارجية مفادها الانفتاح على مختلف دول العالم وكان ترتيب اوضاع الصين الداخلية يمثل اول هدف من اهداف السياسة الخارجية الصينية فالتحديث الداخلي يحتل دائما مكانا بارزا في السياسة الخارجية اذ تتميز الصين باتساع سوقها الشعبي وتنوع صادراتها واستمرار النمو الاقتصادي واستقرار الوضع السياسي وملاءمة مناخ الاستثمار الاجنبي وانضمامها لعضوية منظمة التجارة العالمية.عملت الصين على استخدام الاستثمار الاجنبي كمبدأ استراتيجي حتى ان الرئيس الصيني الاسبق دينج شياو بينج جسد هذا التوجه بمقولته الشهيرة " ليس المهم لون القط ابيض ام اسود..مادامت القطة تصطاد الفار فهي قطة جيدة" فهو يرى ان حصول الصين على التكنولوجيا ورؤوس الاموال التي تحتاجها من اجل نهضتها.وقد وصل الاستثمار الاجنبي المباشر الى اكثر من الف مليار دولار وقد وافقت الصين عام 1999 على 315000 مشروع استثماري اجنبي بقيمة تعاقدية قدرها 600 مليار دولار وبذلك اصبحت الصين ثاني اكبر مستقبل للاستثمارات في العالم بعد امريكا علما بان نصيب الدول العربية من الاستثمار العالمي هو 1% فقط.ان اهم وسائل استخدام الاستثمار الاجنبي في الصين يشمل:1. توقيع قروض مختلفة بين الصين والحكومات الاجنبية والمؤسسات المالية الدولية.2. العمل على جذب استثمارات اجنبية مباشرة من خلال اقامة مؤسسات استثمارية مشتركة ومؤسسات تعاون اداري ومؤسسات استثمار شخصي للتجار الاجانب، اذ يتضاعف حجم الاستثمار الاجنبي في الصين بشكل دائم وكبير.3. توسع محتوى وحجم الاستثمار وخاصة محتوى التكنولوجيا ومحتوى الادارة فاصبحت التجارة والاعمال المصرفية بذرة اهتمام المستثمرين الاجانب.ان افضل ستراتيجية يمكن ان تلتزم بها الصين لمواجهة تحديات عصر المعلوماتية والعولمة في اطار سياسة الانفتاح على العالم ان تتفاعل مع الاستثمارات الاجنبية لكي تتعلم من الشركات متعددة الجنسيات وتتعاون معها وتتنافس في الوقت نفسه وذلك يتم عبر مرحلتين:
الاولى: اتاحة الفرصة للمشروعات الصينية كي تقتبس آخر ماتوصلت اليه عمليات التصنيع والمعالجة التي تنقلها الشركات متعددة الجنسيات الى الصين.
ثانيا : تعمل المشروعات الصينية على تقبل التطور التكنولوجي من الشركات متعددة الجنسيات بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة وتقوم المشروعات الصينية بتجديد وتطوير تكنولوجيتها لتصبح الشركات الصينية قوية وقادرة على ان تصبح شريكا استراتيجيا لشركات متعددة الجنسيات ومنافستها في السوق وتستفيد الصين من قدراتها كعامل جذب يرغم الشركات متعددة الجنسيات على توطين التكنولوجيا. ان الصين اتجهت الى تشجيع الاستثمار الاجنبي من خلال اعادة هيكلة المشروعات الصناعية وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة وحرصت الدولة الصينية على ان تتجه الاستثمارات في مسار استراتيجية التنمية والتحديث مع التركيز على النوعية وشجعت الشركات على اقامة مراكز ابحاث وتطوير مراكز قيادية لها في الصين.وبودنا ان نقول لدولنا العربية : ان جذب الاستثمار لايكون من خلال التصريحات الاعلامية ولا من اعفاء المستثمرين من الضرائب ولايمكن فقط تشييد المباني والعمارات بل ايضا بنقل التكنولوجيا في كافة المجالات ويمكن لنا من خلال دراسة التجربة الصينية في النمو الاقتصادي وفي الاستثمار الاجنبي وفي نقل التكنولوجيا حيث تعتبر هذه التجربة فريدة لتحول البلد من دولة نامية الى دولة متقدمة في فترة قياسية لاتتجاوز ثلاثين عاما من التخطيط الشامل لكل جوانب الحياة والمتابعة الحقيقية وليس الاعلامية لوحدها.
أ. د. حاتم جبار الربيعي
مستشار ثقافي عراقي في الصين
عبدالعزيز