كانت العرب قبل الاسلام تعبد آلهة كثيرة واختصت بعض القبائل بعبادة آلهة دون غيرها كعبادة قبيلة مذحج للالاه يغوث ،واشتركت بعضها في عبادة الاه واحد كعبادة قريش وغطفان للعزى ،وعبدت العرب آلهة اخرى منها مناة وهبل واللات وسواع ونسر وكانت لهذه الالهة اصناما تزار وتقدم لها القرابين وتدعى ويتوسل اليها ،لكنهم مع ذلك كانوا يعظمون الله تعالى ويجعلونه فوق الآلهة جميعها ، لذلك جاء في القرآن الكريم"وان سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله".وانما كانوا يجعلون الالهة وسيطا يقربهم الى الله وهوما تدل عليه الاية التالية من سورة الزمر "والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى"ولذلك وصفوا بالمشركين لانهم يشركون مع الله آلهة اخرى .
وكان العرب يحجون الى الكعبة ويعتمرون ويدعون بها الله وسائر الالهة
وكانت الكعبة مليئة بالاصنام ، ومما جاء في تلبيات العرب في زياراتهم البيت الحرام .
لبيك اللهم لبيك والخيركله بيديك
ومن تلبيات قبيلة بني النمر
لبيك يامعطي الامر لبيك عن بني النمر
جئناك في العام الزمر نامل غيثا ينهمر
ومن تلبيات همدان
لبيك رب همدان من شاحط ومن دان
جئناك نبغي الاحسان بكل حرف مذعان
نطوي اليك الغيطان نأمل فضل الغفران
ومن تلبيات بجيلة
لبيك عن بجيلة الفخمة الرجيلة
ونعم القبيلة جاءتك بالوسيلة
نؤمل الفضيلة
وكان في العرب من يدين باليهودية وهم قلة من اهل اليمن ،ومن يدين بالنصرانية ومنهم عبيد الله بن جحش بن عمة الرسول(ص) وكان تحول الى الاسلام ثم رجع الى النصرانية عندما هاجر الى الحبشة ،وكان من العرب قبل الاسلام طائفة عرفوا بالحنفاء وهم لا يؤمنون بغير الله تعالى ولا ياكلون من ذبائح الاصنام ومن هؤلاء زيد بن عمرو بن نفيل وهو بن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يسافر الى الشام والعراق ليتعلم من قساوستهم ،لكنه لم يدخل في دينهم ،واختار الحنيفية وترك عبادة الاصنام وكان يسفه قريش على دينهم ،ومات زيد بن عمرو على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدرك البعثة،وكان ورقة بن نوفل بن عم خديجة بنت خويلد صاحبا لعمرو بن زيد وسافر معه في طلب علوم الدين وكان يقول "انا على دين زيد بن عمرو وكان ورقة يقرأ الكتاب المقدس بلغته السريانية .