الألماني
:: مهندس متواجد ::
تاريخ التسجيل: Feb 2004
المشاركات: 116
نشاط [ الألماني ]
قوة السمعة:0
قديم 12-08-2009, 03:20 PM المشاركة 1   
افتراضي ثقافة الصيانة Twitter FaceBook Google+



هل تشيع ثقافة الصيانة في مجتمعنا؟ هل نهتم بأن نصون جسرا أو نفقا أو طريقا أو مبني كما نهتم بالإعلام والطنين عند إقامته؟ هل ننفق علي الصيانة كما ننفق علي إعلانات التهاني والمجاملات بالصحف؟ وهل نزرع اشجارا في الطرق ولكن لانرويها ولا نصونها ندرك قدر الخسارة الناجمة عن قصور الصيانة؟ وهل يوجد لدينا إعلام علي المستوي القومي أو المستوي الوزاري او مستوي منظمات المجتمع المدني يهتم بغرس ثقافة الصيانة في عقول ونفوس الناس عموما وبشكل خاص صناع القرار من المديرين علي اختلاف مستوياتهم؟ إنها تساؤلات جديرة بالتفكر والتأمل‏.‏

هل نتفق علي انه علي المستوي القومي تتواضع ـ في الموازنة العامة للدولة ـ مخصصات صيانة الطرق والكباري والجسور والمباني والأصول التي تديرها المنظمات الحكومية‏.‏ وان هذا التواضع أو التقدير في مخصصات صيانة طرق أو كباري أو جسور يمكن ان يسفر عن خسائر في الأوراح والممتلكات تفوق ما كان يمكن إنفاقه علي صيانة هذه الأصول القومية كمكونات هامة في البنية الأساسية؟ وأخيرا قال تقرير للبنك الدولي‏(2008)‏ ان الطرق المصرية ستنهار بعد‏10‏ سنوات إذا استمرت معدلات صيانتها بنفس الأسلوب الحالي‏.‏ من ناحية اخري نلاحظ في الطرق ـ اننا نزرع اشجارا ولا نصونها ريا ورعاية‏,‏ الأمر الذي يجعل ما أنفق عليها من مال وجهد هباء منثورا؟ وان أشجارا اخري فخمة زرعت من عهد أسرة محمد علي تحتضر بسبب سوء الصيانة؟ هل ثقافة الصيانة حاضرة في مجتمعنا أم غائبة؟

إنه اهمال الصيانة له آثاره الجثيمة وتكاليفه الباهظة واهمها‏,‏ تآكل الأصول‏(‏ مبان‏/‏ اجهزة‏/‏ آلات‏..)‏ التي عانت من قصور الصيانة‏.‏ والحاجة لمخصصات مالية لاستعراض أصول قصر عمرها قبل الآوان بسبب قصور الصيانة‏.‏ انخفاض الكفاءة الإنتاجية للأصول العطشي للصيانة‏.‏ حوادث وإصابات عمل وما أدرك ما تكلفه هذه الحوادث‏,‏ والإصابات بدنيا ومعنويا وماليا وإنتاجيا علي مستوي الشركة او المنظمة الحكومية‏.‏ فضلا عن الكوارث التي يمكن ان تنتج عن حريق سببته آلة او انفجار غلاية أو غير ذلك من الحوادث تزايد المخزون الراكد ممثلا في آلات كهنت وأحيلت للاستيداع في المخازن قبل الأوان وحدوث وفيات لمرضي في مستشفيات بسبب قصور صيانة تجهيزات الهندسة الطبية‏.‏

لذلك فنحن بحاجة لغرس وري ورعاية ثقافة الصيانة‏.‏ وهذا يمكن ان يتأتي من خلال تنمية الوعي بالصيانة لدي طلاب المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية‏,‏ بان يكون ذلك متضمنا في حصص التربية الاجتماعية والندوات الثقافية‏.‏ وبذل جهد إعلامي لوسائل الاعلام القومية والاهلية يبرز اهمية الصيانة‏,‏ كما يمكن ان ينتج التليفزيون مواد درامية تبرز اهمية وسلوكيات الصيانة المثلي في قالب درامي غير مباشر‏.‏ هذا إضافة لتضمين ثقافة الصيانة في البرامج الحوارية‏.‏ ووضع جهود مخططة للجمعيات الأهلية سواء من خلال الندوات او المؤتمرات او الملصقات الإعلامية‏.‏ وجعل قضية الصيانة علي أولويات كل وزارة ومحافظة وكذا علي أجندة مجالس الشعب والشوري والوزراء‏,‏ بما يسهم في كفاية مخصصات الصيانة علي المستوي الحكومي‏.‏ في الموازنة العامة للدولة‏.‏ علاوة علي وضع إطار تشريعي يلزم ملاك الوحدات السكنية بالعمارات باداء تكاليف صيانة المباني والمصاعد وتوصيلات المياه والكهرباء‏.‏

إن قضية صيانة مرافق البنية الأساسية علي المستوي القومي هي مسئوليتنا امام انفسنا وامام ابنائنا من بعدنا‏.‏ فالعمر الانتاجي للكباري والطرق والأنفاق وشبكات الصرف الصحي لايقتصر علي جيل واحد بل علي أجيال‏.‏ ونفس المنطق يسري علي مرافق العمارات التي تسكنها‏.‏ فالمنتفع بها أيضا هم أبناؤنا من بعدنا‏.‏ إن اهتمامنا الواجب بالصيانة ليس ترفا‏,‏ بل ضرورة حتمية‏.‏ إنها تدخل ضمن الإدارة الرشيدة لموارد الدولة‏.‏ وانها مسئوليتنا جميعا كل في موقعه‏.‏



ثقافة الصيانة
بقلم : د‏.‏أحمد سيد مصطفي
أستاذ الادارة ـ جامعة بنها

اعلانات
 

العلامات المرجعية

«     الموضوع السابق       الموضوع التالي    »
أدوات الموضوع

الانتقال السريع إلى


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 الساعة الآن: 08:30 PM
موقع القرية الالكترونية غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع القرية الالكترونية ولايتحمل الموقع أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)

Powered by vBulletin® Version 3.8.6, Copyright ©2000 - 2025