في اواخر القرن الثالث الميلادي كانت الامبراطورية
الرومانية تعاني من كثرة عصيان الشعوب الواقعة
في حكمها وهجمات الشعوب المجاورة ،واصبحت
منذ سنة 305م يحكمها اربعة اباطرة يساعدهم قياصرة
واوغستات وحدث تمرد في آسيا الصغرى(تركيا الحالية)
فبعثت الروم جيشا بقيادة" قنسطنس كلور" فقضى على
هذا التمرد وبعد ذلك راى في منطقة "بثينيا
شابة حسناء اسمها هيلينا وكانت من عائلة مسيحية
وكانت المسيحية في ذلك العهد لم تتجاوز ارض آسيا
الصغرى
فتزوجها ورجع بها الى موطنه في صربيا الحالية
فولدت له قسطنطين ،ثم دعي قنسطنس كلور لينصب
قيصرا على بريطانيا التي كانت تابعة للامبراطورية
الرومانية فترك هيلينا مع ابنها وتزوج ابنة الامبراطور
مكسيميان ،ولما مات قنسطنس ارسل قسطنطين لخلافته
،ثم حدثت فتن بين حكام غرب الامبراطورية
فتحارب قسطنطين ومكسونس ابن الامبراطور
مكسيميان وانتهت الحرب بانتصارقسطنطين سنة 312م
فاصبح قسطنطين امبراطورا على روما لكن كان له عدو
اخر وهو الامبراطورليسينيوس وكان يرابط في شرق
الامبراطورية شمال مقدونيا فساراليه قسطنطين لمحاربته
سنة 324 م وهزمه ،واختار ان يقيم في بيزنطة التي سماها
باسمه قريبا من بلاد اخواله والشعوب الدائنة بالمسيحية الا
ان هذا فيه اختلاف فبعضهم يقول انه انتحل المسيحية منذ
شبابه وبعضهم يقول اثناء حكمه في بيزنطة والكل يتفق
على اتباعه لأمه هيلينا .

ولما اصبحت لهيلينا السيادة والقدرة
بما وصل اليه ابنها ،ذهبت الى القدس فامرت اعوانها
بالبحث عن الصليب الذي صلب عليه المسيح عليه السلام
فحفروا واخرجوه -حسب ماقيل-وامرت ببناء كنيسة في ذلك
المكان وهي كنيسة القيامة المعروفة الى اليوم
وحملت الصليب الى القسطنطينية (بيزنطة) فطلته بالذهب
ووضعته في احدى الكنائس التي امرت ببنائها ومنذ ذلك الوقت
بدأت الكنائس تغزو اروبا والاروبيون يقبلون على المسيحية .