قوله وقاهم جدهم ببني ابيهم يعني وقاهم بختهم لان الجد
بالفتح تعني البخت وبني ابيهم هم كنانة لانهم اخوة بني اسد والاشقين
جمع اشقى ويعني بهم كنانة التي نالها العقاب، وافلتهن علباء جريضا اي
ان علباء وهو قاتل حجر بن الحارث ابي امريء القيس افلت من الخيل
بصعوبة وصفر الوطاب معناها فرغ الوعاء ويريد هنا لو ادركتة الخيل
لانتهى الامر.وكان امريء القيس حريصا على البحث عن بنى اسد
غيركاف عن متابعتهم لكن بكروتغلب ياسوا من العثورعليهم وعزموا على
الرجوع الى ديارهم وخالفوا امريء القيس فرأى ان يذهب الى اعمامه من
اهل اليمن وكان معه اقرباءه وجماعة من شذاذ العرب وهم اصدقاءه
الاوفياء الذين صاحبوه في ايام العز ولم يفارقوه في هذه الاوقات العصيبة
واستطاع ان يجمع جيشا من قبائل اليمن ساربه الى بني أسد لكن علم به
المنذر بن ماء السماء وكان ملكا للحيرة (جنوب العراق) وكان يحقد على
قوم امرىء القيس وهم ملوك كندة من اليمن وكان منهم الحارث بن عمر
الكندي جد امريء القيس الذي سبق المنذر على حكم الحيرة .ومنهم
اعمام امرىء القيس الذين ملكوا على قبائل العرب.ولما علم جيش
امريء القيس بقدوم جيش المنذرتفرقوا وطلب المنذر من العرب ان
يسلموا اليه من يجدوه من قوم الشاعرفظفر ب48 رجلا منهم فأمر بقتلهم
في ديار بني مرينا واستطاع امريء القيس النجاة وفي ذلك يقول؛
ملوك من بني حجر بن عمرو يساقونا العشية يقتلونا
فلوفي يوم معركة اصيبوا ولكن في ديار بني مرينا
ولم تغسل جماجمهم بغسل ولكن في الدماء مرملينا
تظل الطير عاكفة عليهم وتنتزع الحواجب والعيونا
مرملينا اي مختلطة بالرمال.