ذات مساء .. رن هاتفي .. وعلى الطرف الآخر .. كان صوتا حبيبا على قلبي .. صوتا اشتاقه كثيرا .. واعشقه اكثر ومع ذلك .. انشغالي المتكرر .. او هكذا اظن .. يمنعني من المثابرة على التزود منه ..
دارت بيننا الآحاديث .. وكما هي العادة دائما .. توالت اسئلتي عن كل الذين احبهم .. ولا اعلم عنهم شيئا .. والعذر الدائم .. مشغولة أنا .. أنا مشغولة .. وكأنما الانشغال حكرا عليّ دون سواي !!
سؤال تلو سؤال .. وقائمة الاسماء تطول وتطول .. يالذاكرتي القوية .. رغم الجفاء!!
- كيف حال فلان؟! ما رأيك ان نزوره الاسبوع القادم فلقد اشتقت له كثيرا ولم أره منذ زمن بعيد .. لعله منذ العيد الماضي !! هل تتصلين وترتبين الموعد ؟!
- لكنه ليس هنا!
- ليس هنا !!! أهو مسافر؟!
- نعم .. مسافر ..
- يااااااااه يا لحظي العاثر .. اذن نجعلها بعد ان يعود ..
- سفره سيطول .. ولا اظنه يعود !
شعرت وكأنما نصلا حادا يخترق اضلاعي طولا وعرضا ... المعنى واضح .. ولكن عقلي يرفض التصديق ..
- كيف لا يعود ؟!
- عظم الله لك الأجر ..
لحظة .. توقف ايها الزمن .. وعد بي الى الوراء .. أمهلني ثواني .. ابوح فيها لمن احب بكل ما في صدري .. من اعتذار .. كلمات حب وثناء .. لا تتركني هكذا .. أجر احزاني يلفها الندم على كل تقصير بدر مني ..
ليت الزمن يعود .. ليته يعود ليعرف كل الذين احبهم كم أحبهم حتى لو منعني تقصيري من ان اعبر عن هذا الحب بأبسط الوسائل ..
ولكن .. الزمن لا يعود ..
وما عشته الآن .. لم يكن حلما .. وليته يكون !
لم هناك قلوب تخاف ان تقترب .. وإن اقتربت فهي كما المبتعد؟!
في قرب أحبابنا فرحة .. وسلوى ..
لا يجب ابدا ان نخضعها لوساوس الخوف والقلق ..
اوهام وظنون .. تخلق الحواجز .. وعندما نتجاوزها نكتشف بمرارة ان من عبرنا لأجلهم الاسوار لم يعودوا هنا .. فقد رحلوا .. من غير سلام ولا وداع .. ولا حتى ذكرى
هل يحتمل قلبنا أسى الفراق على حين غرة؟!
أتصبر نفسنا وهي تتذكر كل الفرص التي مرت بنا ولم نغتنمها؟!
لا أظن !!
كم واحد منا يتمنى ان يدفع سنين عمره ثمنا للحظات يعيشها مرة أخرى مع أحبة مضوا ؟!
الكلام يطول ويطول .. ويبقى الأسى .. اقوى من كل شئ ..
لا تدع ما فات ... يقيدك عما هو آت ..
وان كنت خسرت ما سبق .. فاغتنم الذي بين يديك ..
واذا كانت صافرة الانطلاق لم تنتظرك .. فهذه صافرة التنبيه ... تخبرك بكل ود .. ان المجال لازال مفتوحا ..
اغتنموا الفرص .. فانها تمر مر السحاب ..
ومن هم بيننا اليوم .. قد لا يكونون كذلك غدا ..
فهل تنفع الحسرة والندامة؟؟
لن نجعل الظروف تقيدنا .. او تبعدنا .. فذاك ليس عذرا ..
الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 الساعة الآن: 11:49 PM
موقع القرية الالكترونية غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع القرية الالكترونية ولايتحمل الموقع أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)