السلام عليكم ة رحمة الله و بركاته
حياكم الله أبناء قبلة بني كتكوت .
كم أوحشتمونا و أوحشتنا القرية ، فلقد كانت لنا هنا ذكريات لا تنسى .
اليوم أحببت أن أكتب هذا الموضوع اعترافا و عرفانا لمن جمعنا على هذا الخير و أثث لنا هذا الفضاء بكل ما يعشق المتعطش من علم و تقنية و معرفة .
أرى من واجبنا جميعا أن نقف وقفة احترام و تقدير لهذا الرجل العظيم , فأنا أنعته دائما بالأب الروحي لصناع الفقاسات العرب ، ليس مجاملة و إنما حقيقة لا مراء فيها ، فلا يشك أحد في أن أي صانع فقاسات في العالم العربي نهل مما أنتجه هذا الرجل ، إن لم يكن مباشرة فعن طريق تلامذته كما هو الشأن بالنسبة لي ، فبفضل الله كنت من السباقين لنشر أسرار هذه الصناعة ببلدي المغرب و كثيرون أخذوا عني و هم لا يعلمون شيئا عن منبع ما أخذوه مع أني لا أفلت فرصة دون ذكر أستاذي و الثناء عليه و الدعاء له و هذا أقل واجب تجاهه بل أقل ما يمكنني فعله علي أنجو من شبهة الجحود .
تعرفت على أستاذي سنة 2011 م في ظرف كان يشوبه الحزن و القلق ، عندما قرر الأستاذ فهد مالك القرية الإلكترونية يومها ، إغلاقها و طلب عروض لبيعها ، و كانت القرية آنذاك متنفسي الذي أقضي به معظم وقت فراغي ، و كنت أنشط في قسمي الإلكترونيات و الميكروكنترولر و لم تكن لي علاقة بقسم أجهزة الإنتاج الزراعي و الحيواني ، إلا أنني كنت أزوره من حين لآخر لا لشيء إلا لأشاهد طريقة تسيير أبو أحمد للقسم و كيف يهتم بالأعضاء و لا يهمل أحدا منهم و يلبي طلباتهم مهما صغرت أو كبرت ، و لا يكتفي في ذلك بما يتعلق بتخصص القسم فقط و إنما يتجاوزه إلى مشاغل الأعضاء الخاصة ، فكان يسأل عمن مرض و يواسي من به هم ، و يعين من يحتاج معونة معنوية أو مادية ، في الحقيقة كنت أراه بمثابة الراعي الأمين للقسم و الأعضاء .
راسلت أستاذي يومها مثلما راسلت عددا من أساتذة القرية للنظر إن كان هناك ما يمكن فعله لمنع إغلاقها ، و كان من القلائل الذين أظهروا اهتمامهم بالموضوع و أسر لي أنه بصدد مباحثات لمنع حدوث ذلك ، و كنا قد استأذننا الأستاذ فهد في نقل مواضيع القرية لمنتدى رديف حتى لا يضيع الكم الهائل من العلم الذي تضمه فأذن لنا و شرعنا أنا و بعض الإخوة في نقل المواضيع ، و أغلبهم ذهب لنقل المواضيع الخاصة بالإلكترونيات و الكهرباء ، أما أنا فكنت أرى أن ما يوجد بقسم أجهزة الإنتاج الزراعي و الحيواني يعد مادة متفردة لا يوجد لها نظير في العالم و هي أولى أن تحفظ , فعكفت على نقل مواضيع أستاذي أبو أحمد ، و في نفس الوقت كنت أتعرف أكثر على هذا العالم المثير .. بعد أسابيع تم العدول عن قرار إغلاق القرية ، و لكن لم أعد لقسمي السابقين و إنما وجدتني منجذبا إلى قسم أستاذي أبو أحمد ، و من يومها إلى الآن لا يزال حبل التواصل بيننا متينا ، فأستشيره في كل مهمة و أطلب رأيه في كل ملمة و هو العين الساهرة على كل أعمالي بالتوجيه و التصويب و التشجيع .
و كل يوم أكتشف وجها جديدا من أوجه إبداع و عظمة هذا الرجل ، و من أعجب ما رأيت منه قدرته الغريبة على العمل و الإنتاج و استنباط الأفكار و إبداع الحلول ، و براعته في غيرما فن من فنون العلم و التقنية مع المزج بينها في تناغم بديع ، فإن حدثته في عالم الفقاسات فهو سيد الميدان بلا منافس و إن تكلمت عن الطاقات المتجددة فله فيه باع طويل و له ابتكارات لا نجاريها حتى بالمتابعة ، و له أبحاث مهمة في إنتاج الهيدروجين و ابتكارات بالمئات لمحركات حثية و نبضية و غيرها من التي تكاد تعمل دون طاقة ، و الأجمل أن تجد انعكاس ابتكاراته على أرض الواقع من قبيل الفقاسة المستقلة عن العالم الخارجي و القرية الخضراء و غيرها ...
إضافة إلى الفتوحات العلمية و التقنية لأستاذي هناك وجه مشرق آخر لا يعلمه عنه إلا المقربون ألا و هو سخاء ذات اليد و المشاريع الخيرية الكثيرة التي قادها و لا يزال في عدد من الدول الفقيرة من قبيل قرى الأيتام و تمويل مشاريع صغرى و توزيع المساعدات ...
و على صعيد آخر فأستاذي يمتاز بكاريزما خاصة فلا يمل جليسه و لا يسأم محدثه ، حاضر البديهة ظاهر البشاشة ، لبق الكلام ، كريم الخلق ..
فالله أدعو أن يجزي عنا أستاذنا خير الجزاء و يبارك له في رزقه و أهله و أولاده و صحته ,