 |
:: عضو ذهبي ::
تاريخ التسجيل: Oct 2004
الدولة: أرض الكنانة
المشاركات: 282
|
|
نشاط [ حمزة أحمد ]
قوة السمعة:92
|
|
14-12-2004, 09:29 AM
المشاركة 1
|
|
[align=center] صرخة الهزيمة
الإسكندرية 9/11/2*** (الثامنة صباحا )
أقف طابورا طويلا في سكون وصمت أمام بوابة كليتي .. إنه الإجراء اليومي المعتاد ..
تنفيذا للائحة الأمريكية الجديدة لقانون الجامعة المعدل
§ يتم تفتيش جميع الحقائب قبل الدخول وأثناء الخروج
§ يحرم من الدخول من يثبت انه يرتدي زيا لم يصنع في أمريكا
§ ممنوع دخول المحجبات نهائيا و.............
اخترقت جسدي صيحة تمتلئ بالتحدي ذلك الصمت : (لن اخلع حجابي .... ولو كلفني ذلك حياتي )...
كانت طالبه محجبة أرادت الدخول فاستوقفها جندي أمريكي مدجج بأحدث ألا سلحه ..
أشار إليها في صرامة : (أنتي تعلمين القوانين جيدا.)أجابت بلهجة اكثر تحدي : (هذه قوانينكم انتم وليست قوانين بلـ.....)
لم تستطع المسكينة أن تكمل عبارتها .. بل أطلقت صرخة ارتج لها جسدي .. وتزلزل لها كياني ..
لقد صفعها الجندي علي وجهها فسقطت أرضا وسقط معها ما تبقي في نفسي من كرامة وعزه نفس ...
ثم قام ذلك الوغد بنزع حجابها ألقاه في وجهها قائلا ..: ( هذا مجرد تحذير بسيط..)
لحظتها تمنيت لو قطعت يديه أو مزقت جسده .. تمنيت لو قتلته أتلف مره .. ولكني لم أستطيع ..
ولم يستطيع أحد أن يفعل شيئا شعرت بالامتهان والعجز.. شعرت بالذل والضعف .. أردت أن اصرخ لصراخها ..
أردت أن ابكي لبكائها .. ولكن حتى هذا لم استطع أن افعله .. عندها .. تمنيت لو انشقت الأرض وابتلعتني....
(your card ) أفقت علي هذا السؤال من أحد الجنود .. وفي حسره واستسلام أسرعت بإخراج كارنيه الكلية ..
ظل يحملق في ثم قال ..(your bag)
فتحت حقيبتي ثم اخذ الجندي يقلب في محتوياتها بدقه .. ثم أشار إلى بازدراء ... سامحا لي بالدخول
وجدت نفسي في المحاضرة والمحاضر الأمريكي يبداء بالشرح كانت محاضره في التاريخ وبالطبع لم يكن تاريخنا ..
بل تاريخهم هم .. تاريخ مجموعه من اللصوص .. سرقوا الأرض أبادوا الشعب ونهبوا الثروات .. ثم استعمروا الدنيا كلها ..
كان تاريخهم الأسود تاريخ الدم تاريخ أمريكا وإسرائيل وبدأ بالشرح....
(يجب أن تفتحوا صدوركم للعلم والتكنولوجيا والحضارة ... يجب أن تنسوا ما مضيكم ..!! إن تاريخكم يبداء حين جئناكم ..!!
أن الأوان أن ينتهي الإرهاب والتزمت والرجعية أن الأوان أن ينتهي الإسلام)
لحظتها أدركت ... ما معني أن يحيا الإنسان بلا كرامة .. أو دين.... لحظتها فقط .. تذوقت مرارة الهزيمة
الإسكندرية: الجمعة 20 يناير 2020 السابعة والنصف صباحا ....
كان صباحا ملبدا بالغيوم ... في يوم من أيام الشتاء القارص
اصطحبت طفلي الصغير إلى مدرسته كعادتي ... ضممته إلى صدري في حنان .. وأنا أضع له سندوتش الهامبرجر
وزجاجه الكولا في حقيبته الأمريكية الصنع .. لا ادري لماذا سألته بذهن شارد
أتدرى بابني أن يوم الجمعة كان حتى وقت قريب هو ألأجازه الأسبوعية الرسمية .. وليس يوم الأحد؟؟)
أجابني متسائلا في دهشة :؟ why dad) )وجدتني أرد عليه بحده قلت لك ألف مره تحدث بلغتك العربية وليست بهذه ألغه ..!!)
أجابني ببراءة تملا عينيه : ( ولكنهم يجبروننا علي ذلك بالمدرسة يا أبى ..!!)
تملكت نفسي وكتمت حسرتي .. ورحت أتأمل قميصه الأزرق ذا النجوم في أحد أطرافه ..
لقد أصرت اللوائح الجديدة علي أن يكون هذا هو الزي الرسمي لجميع الطلاب في كل المراحل ..!!
أخرجت له دولار أمريكيا وضعته في يده .. ثم ودعته ..
ورحت أراقبه من بعيد وهو يقف لتحيه العلم في طابور الصباح اشعر بمرارة في حلقي ...
ألام رهيبة تعتصر قلبي ..!! لم تكن الراية هي رأيه بلادي .. بل كانت راية أعدائي ..!
اخترقت صيحة الطلاب جسدي كالرصاص كأنها صيحة الموت تهتف تنادي :..
(عاشت أمريكا قائدة لكل تبشريه.. عاشت الإمبراطورية الأمريكية)
ليتني فقدت عيني قبل أن أري ولدي يحي أعداء بلادي.. ليتني فقدت روحي وحياتي ... ليتني مت قبل هذا اليوم .. !!
ملأتني الحسرة .. خفقتني العبرة ... واختلطت دموعي بمطر السماء المنهمر.. ومن وسط الهزيمة
انطلقت صرختي .. .. صرخة مهزوم منكسر ..!! إنها صرخة الهزيمة
الإسكندرية : الاثنين 15 ديسمبر 2040 الثالثة صباحا
لا أستطيع النوم .. !! الوقت يمضي ثقيلا بطيئا..!!
الهم والحزن يملاني .. اشعر أنني غريب بين أهلي .. حبيس في وطني .. قررت أن أسافر إلى احب الأماكن ...
قررت أن أحج إلى بيت الله الحرام ..!! وفي الصباح كنت اقف طابورا طويلا أمام مبني السفارة الأمريكية للحصول علي تاشيرة الحج..
لقد رجع معظم الواقفين .. فطبقا للقانون الأمريكي الجديد ممنوع الحج لمن تتراوح أعمارهم بين (50:15عاما )
سأخوض كل التعقيدات .. سأحج مهما كلفني الثمن..! أخيرا قابلت المحقق الأمريكي ..
سألني عن كل شيء وآي شيء .. عن معارفي ..عن أقاربي .. لماذا أحج ..؟
وهل هناك دوافع دينيه أو غير دينيه وراء الحج .... الخ...!!
أخيرا .. حصلت علي التأشيرة ..
أنا ألان في الطائرة .. أتصفح كتيب تعلميات الحج وفقا لقانون الطوارئ الأمريكي ..!!
§ محظور طواف الحجاج مجتمعين.. لان هذا يعد من صور التجمهر المرفوض..!!
§ يحذر اجتماع الحجاج من أجناس مختلفة.. لان هذا يعد سعيا لإنشاء تنظيم معادي للنظام الأمريكي ..!!
§ ممنوع ذبح الأضحية يوم العيد.. لان هذا يخالف مبادئ الرفق بالحيوان ...!!
ملحوظة: تم إلغاء رمي الجمرات من مناسك الحج.. فذلك بمثابة إحياء روح المقاومة ..!!
لم استطع أن اكمل ..! أغلقت الكتيب , ورحت أتأمل في خريطة العالم الحديث في آخر صفحاته ..
لقد تغيرت المعالم كثيرا ..!! بحر الأمريكان الأعظم..!! وبحر إسرائيل ..(البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر سابقا)
لم يعد هناك ما يسمي بنهر النيل أو بحيرة ناصر أو السد العالي .. بل اصبح نهر اليهود وبحيرة بون جوريون و سد بلفور
وفي المنتصف .. مكتوب بخط واضح ... دوله إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .. العاصمة أورشليم (القدس سابقا)
أهم المعالم (حائط المبكي وهيكل سليمان) حائط البراق والمسجد الأقصى سابقا ....
نعم (حيث تم هدم المسجد الأقصى بسبب الكثير من الأنفاق التي كانت محفورة تحته
ثم بعد ذلك قام مستعمر يهودي بالقيام بعمليه تفجيريه ترتب عليها سقوط المسجد الأقصى
ثم أنشئ الهيكل بعد ذك مكانه بعد أن تهاون المسلون في محاولة بناءه مره ثانيه و........
(علي جميع الحجاج ربط الأحزمة ..استعدادا للهبوط في السعودية إحدى ولايات الإمبراطورية الأمريكية)
هبطت الطائرة في مطار دبليو بوش بالمدينة المنورة .. توجهنا إلى المسجد النبوي .. وهناك أمام قبر النبي صلي الله عليه وسلم
كنت اقف الحيرة تملئني.. أريد أن أشكو إليه .. أريد أن ابكي بين يديه .. ولكني لا أستطيع ... ماذا أقول له.؟!
أقول له أمتك صارت مستعبده لعدوها ...؟! أقول له دينك اصبح تهمه يخاف الناس من ذكرها ..؟!
اختلست نظره إلى القبر الشريف عدت بعها مطأطأ الرأس منكسر القلب
(go away >>> don’t stop here)
قالها لي الجندي الأمريكي بكل غطرسة وتكبر ...
شعرت انهم اكبر من كل شيء
شعرت انهم اكبر منا ومن كل الدنيا
شعرت بأنهم اكبر بأسلحتهم ..اكبر بطائرتهم .. اكبر بجبروتهم
(الله اكبر ...الله اكبر )
ااااااااه ااااااااااااه
انه صوت الآذان .. يشق عنان السماء ... يعلو بالتكبير .... كان فجر بعد ليل طويل
ااه ... كم اشتقت إلى ذلك النداء .. بعد أن منع في بلادي منذ أمد بعيد
عندها .. تحولت صرختي إلى عزم وتصميم
أن الأوان أن أعيد مجد الماضي ....
أن الأوان أن أغير واقعي الأليم ...
ندمت علي ما مضي .. وتمنيت لو أفقت منذ سنين
لا تنزعج ... قد تكون هذه الأفكار اقرب ما تكون إلى الخيال ولكنها قد تصبح في يوم من الأيام واقعا ملموسا وحقيقة واضحة
منقـــــــــــــــول من www.amrkhaled.net
ويابي الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرين[/align]
|