[رؤى]

أبناء حارتي ..

عندما كنا صغارا .. احتوتنا احياءنا الصغيرة .. بأزقتها الضيقة .. التي طالما تعثرنا فيها واصطدمنا بجدرانها في عدونا اثناء اللعب ..
أيد كسرت .. انوف نزفت دما .. أرجل تعورت
غير الخدوش المتناثرة هنا وهناك على اجسادنا الصغيرة
كم من الحروب خضناها ... واحزاب شكلناها ..
اعداء يأتون .. واصدقاء ينضمون ..
وكل ذلك يحدث .. في عالم من الكتمان والسرية
فنحن لا نشتكي ولا نستعين بالكبار ..

كم من مرة وبختني والدتي في محاولاتها المستمية لمعرفة من الذي "نكش" جدائلي واتلف ملابسي
والجواب المعتاد "لقد تعثرت ووقعت"

كبرنا
وبقيت الذكرى ..
الآن .. عندما ارى احدهم او احداهن في مكان ما .. وتخونني الذاكرة في تذكرهم
عادة ما تكون تلك الحروب الصغيرة هي بطاقات التعريف ..
"انا الذي كسرت يدك " او "حطمت لعبتك "
لتتبعها الابتسامات العميقة .. والترحيبات الحارة وسؤال عن الاحوال ..

يالقلوبنا الطفولية .. المرحة
كيف تعجز الآن عن ان تسامح او تصفح ..
كيف لا تستطيع ان تحول الآلم .. لمجرد ذكرى!!