يعاني الكثير من الناس من ما يصفونه بضعف الذاكره ، فما هو ضعف الذاكره و هل هناك فرق بين ضعف التذكر و بطىء التذكر ؟ كل هذا سوف تجدونه في هذا البحث الذي قمت بكتابته ليستفيد منه الجميع ، و الذي سوف اقوم بعرضه على شكل اجزاء .... معتذرا عن طول المقدمة التي لابد منها المقدمة .....
كيف تقوي ذاكرتك؟
How to improve your memory
الموضوع الصفحة
- المقدمه........................................... ...4
1- الذاكره........................................... 7
(تعريفها،اقسام الذاكرة وانواعها)
2-عملية الحفظ.......................................9
(تعريفها ، مراحلها ، العوامل المؤثره فيها)
4-التثبيت........................................... 17
(تعريف التثبيت ،أهميته ، وسائله)
5- التذكر و النسيان................................21
( تعريف التذكر ،تعريف النسيان ، انواعه ، نظرياته)
6-كيف تقوي ذاكرتك و تقلل من النسيان؟...........25
(وسائل ما قبل و بعد و أثناء الحفظ ، منشطات الذاكره)
8- من عجائب الحفاظ و أخبارهم.....................54
7- خاتمه ............................................62
8-المصادر........................................... .58
الحلقة الاولى : المقدمه
الحمد لله رب الارباب و منشىء السحاب و خالق الخلق من تراب ، عز وجل و تبارك و تقدس ، مسبب الاسباب و هازم الاحزاب ، رب لا شريك له في ملكه وقدرته بلا ارتياب ، و الصلاة و السلام على رسوله و صفيه من خلقه محمد بن عبد الله و على جميع الآل و الاصحاب ، أما بعد:
فقد ابحر الأنسان منذ فجر التاريخ في شتى محيطات المعرفه محاولا سبر أغوار هذا الكون المترامي الاطراف، فكان يصيب تارة ويخطئ تاره ، و يحسن استخدام ما علمه مرة و يسئ مره ، وهو بين هذا كله ما زال باحثا ، لاحثا وراء الحقيقه ، فقطع المحيطات وغاص الى قيعانها ، وركب البحار واكتشف غرائبها و أسرارها ، وتعدى فضوله استكشاف ارضه التي يقف عليها ، فعبر قارات جديده بحثا عن كل جديد ، حتى اذا ما ضاقت به الارض على سعتها ، بدأ بالنظر الى السماء ، وراح يحلم بالفضاء ، وما هي الا سنوات حتى هبط على ظهر القمر، وصور الكواكب المجاوره لا بل و تفحص المجرات حتى بلغ علمه ليدرك عدد الكواكب في مجرات تبعد عنا ملايين السنين الضوئيه ، وهو في ذلك لم يوقف ابحاثه وتطلعاته الى علم افضل وفهم اشمل لأرضه التي يحيى عليها ، ففتت الذره و طوعها لمنفعته وفي بعض الاحيان لمضرة غيره من اخوانه من بني البشر.
وهو في هذا كله ، ما يزال جاهلا في حقيقة الامر، اذ انه اكتشف معظم ما يدور من حوله في الوقت الذي ما زال يجهل فيه كنه وحقيقة ما يدول في نفسه التي بين جنبيه، فكم من مرض لم يصل الانسان الى علاج له ، ليثبت لنا الرب سبحانه وتعالى ان الانسان مهما علم فأنه ما يزال جاهلا حتى بأمور نفسه، وكم من احساس و شعور ، وتصرف وسلوك ، ما زلنا نجهل سببه و حقيقته، ولهذا جاء امر الرب تبارك وتعالى لهذا الانسان بأن يتفكر في نفسه و أن يحاول كشف اسرارها ، بل وجعلها حجه على هذا الانسان للأيمان بوحدانية الله تعالى ، فقال عز من قائل: ( وفي انفسكم افلا تبصرون). اذ أن هذه النفس على ضئالتها _ مقارنة بالكون من حولها _ تمثل كونا مصغرا ، و لن يتأتى للأنسان بأي حال من الاحوال أن يفهم الكون من حوله الا بفهمه لواقع نفسه
وتحسب أنك جرم صغير...وفيك انطوى عالم اكبر
وقد كتب هذا البحث في اطاره العام ليسهل من امر الحفظ على اخواننا من طلبة العلم ، وليتحصل لديهم العلم بأسراره ، وليدلهم على افضل الطرق للوصول الى النتائج المرجوه ، و لهذا فيجب على قارءه ان يراعيه بأهتمام و أن يولي دقائق الامور فيه الانتباه الكبير، فالناس مختلفون وقد تصلح معك طريقة لا تصلح مع غيرك وقد لا يصلح معك
اسلوب ما لأهمالك تفاصيلا صغيرة فيه ، ثم وحاول تطبيق اساليبه مجتمعة ، و قبل هذا كله يجب عليك ان تعرف ما هو الحفظ وما هي الذاكره وقد وضعت لكل منهما فصل مستقل لأن اهميتهما بالغة جدا ، فكن لهما مهتما واحفظهما حفظا جما.
و في نهاية هذه المقدمه وقبل ان اشرع في البحث اني لاعتذر الى الله عن نفسي و عن امة يكتب فيها مثلي في امر يخص العامه ، وقد يحسن ظن قوم بي وقد يسوء ظن آخرين ، ولكنني اعلم بنفسي من غيري
فوالله لو علموا قبيح سريرتي...لأبى السلام علي من يلقاني
ولاعرضوا عني وملو صحبتي...ولبئت بعد كرامة بهوان
ألهي لا تعذبني فأني ...مقر بالذي قد كان مني
و مالي حيلة الا رجائي... و عفوك ان عفوت و حسن ظني
ليلة الأحد 19/10/2006
كتاب : كيف تقوي ذاكرتك؟
