الشبكات اللاسلكية
في ظل الانتشار الواسع لأجهزة الكمبيوتر وتزايد الاعتماد عليها يوماً بعد يوم في كافة مجالات الحياة، كان لا بد من ابتكار طريقة لنقل البيانات وتبادلها بين أكثر من كمبيوتر بطريقة أكثر مرونة وفاعلية من استخدام وسائط التخزين القابلة للإزالة كالأقراص المرنة، والأقراص المدمجة وغيرهما. ولم ينتظر العالم طويلاً ظهور الحل الذي تمثل بتقنية التشبيك Networking التي أتاحت لأجهزة الكمبيوتر التحدث إلى بعضها البعض وتبادل البيانات فيما بينها بمرونة وسهولة. ولعل أكثر أساليب التشبيك المستخدمة حالياً ما يعرف باسم الشبكات المحلية LAN التي تستخدم لأغراض تبادل المعلومات على مستوى ضيق ولمسافات قصيرة. وبالطبع فقد طرأت تطورات تدريجية على تقنيات الشبكات شملت نوعية الكابلات والبطاقات الأمر الذي أدى إلى تحقيق المزيد من السرعة والنوعية. إلا أن استخدام هذه الشبكات في الشركات والمؤسسات أدى إلى ظهور مشاكل برزت عند نقل المكاتب من مكان إلى آخر، أو إضافة مكاتب جديدة، أو استحداث توسعات جديدة ضمن المباني الخاصة بالشركات. فالقيام بأي من ذلك يستدعي مد كابلات جديدة إلى كل مكان ينبغي أن يكون متصلاً بالشبكة، ناهيك عما إذا كان هناك فريق عمل ميداني خارج مبنى الشركة يمتلك أجهزة كمبيوتر ويحتاج إلى نقل البيانات من جهاز إلى آخر أو استخدام برنامج تطبيقي مشترك ولمسافات متفاوتة. وبالنظر إلى كل هذه المآخذ وغيرها، كان لا بد من ابتكار تقنيات تشبيك أخرى تقدم مرونة أكبر وحرية أكثر في التنقل والاستخدام، ولم يطل الانتظار أيضاً ليشهد العالم ولادة الشبكات اللاسلكية التي تعمل كما هو واضح من اسمها بصورة لاسلكية من دون الحاجة إلى أية أسلاك بين نقاط الاتصال مهما بلغ عددها
مزايا الشبكات اللاسلكية
تعد الشبكة المحلية اللاسلكية أسلوباً مرناً لتوصيل وتبادل البيانات بين أكثر من كمبيوتر أو نقطة اتصال، وتستخدم كامتداد أو بديل للشبكة السلكية. وقد اكتسبت الشبكات اللاسلكية شعبية كبيرة في العديد من القطاعات كالصحة, والتجارة، والصناعة، والتخزين، والمعاهد والمراكز التعليمية وغيرها.
ومن أبرز مزايا الشبكات اللاسلكية أنها تتيح إضافة نقطة اتصال جديدة إلى الشبكة من دون الحاجة إلى تثبيت أو تحريك الأسلاك، وكذلك فإنها لا تقتضي إعادة ترتيب أو تثبيت في حال الانتقال من مكتب لآخر أو إجراء تعديلات توسعية على المكاتب. أما باقي ميزات الشبكات اللاسلكية فتتضمن:
1- زيادة الإنتاجية وتقليص النفقات على المدى الطويل:
صحيح أن الاستثمار الأولي المطلوب لمعدات الشبكة اللاسلكية أعلى من كلفة معدات الشبكات السلكية، إلا أن نفقات التركيب الإجمالية وتكاليف الصيانة والتوسع أقل بكثير مما يعني أن النفقات على المدى الطويل ستكون أقل بكثير.
2- المرونة وحرية الحركة:
تتيح الشبكات اللاسلكية لمستخدميها الوصول إلى البيانات فوراً ومن أي مكان في المؤسسة التي يعملون بها.
3- بساطة وسهولة التركيب:
يتميز تركيب الشبكات اللاسلكية بالسرعة والسهولة إذ أنها لا تتطلب توصيل كابلات عبر الجدران والأسقف.
4- التكيف وسهولة التعديل:
يمكن تركيب الشبكات اللاسلكية بعدة طرق ومفاهيم بحيث تلبي احتياجات بعض التطبيقات والبرامج المعينة، كما يمكن تغيير الإعدادات بسهولة. فهناك شبكات تناسب عدداً صغيراً من المستخدمين، وهناك شبكات تغطي منطقة واسعة تشمل آلاف المستخدمين.
قدرات وإمكانيات الشبكات اللاسلكية
تعمل الشبكة المحلية اللاسلكية WLAN بموجات الراديو لتبادل المعلومات بدلاً من الأسلاك والكابلات، وهي قادرة على اختراق الجدران والحواجز بفضل ترددها الموجي الذي يبلغ 2.4 ميغا هرتز. وتتميز الشبكة اللاسلكية كذلك بنطاقها الواسع للتغطية الذي يصل إلى 100 متر تقريباً.
وأصبحت الشبكات اللاسلكية محل اهتمام الكثيرين وذلك كون المكونات اللاسلكية قادرة على توفير ما يعرف بالتوصيلات المؤقتة لأي شبكة تستخدم نظام الكابلات، فضلاً عن أنها تساعد في توفير بديل احتياطي لأي شبكة مقامة حالياً، بالإضافة طبعاً إلى إتاحة توسيع ومد الشبكات خارج الحدود المادية للتوصيل.
وعلى الرغم من التزايد المطرد لعدد مستخدمي الشبكات اللاسلكية في كافة المجالات، فإن هذا لا يعني أنها ستحل محل الشبكات السلكية بشكل كامل، وعادة ما يتم استخدام الشبكات اللاسلكية من أجل توفير الاتصال بين الشبكة السلكية والمستخدم الجوال. وثمة تطبيقات قد باتت ممكنة بفضل المرونة التي تقدمها الشبكات اللاسلكية، ومنها على سبيل المثال: زيادة كفاءة الأطباء في المستشفيات لأن أجهزة الكمبيوتر المحمولة المتصلة بالشبكة اللاسلكية تعرض بيانات المريض على الشاشة أمامهم مباشرة. ومثال آخر مواقع التدريب في المؤسسات والطلبة في الجامعات الذين يلجؤون إلى الاتصال اللاسلكي للدخول إلى البيانات بسهولة وتبادل المعلومات والتعلم، هذا بالإضافة إلى نقل الأعباء المفروضة على مدراء الشبكة عند التنقل أو توسيع الشبكة.
وقد تم اعتماد نظام معين لعمل شبكات لاسلكية في المنزل، وهو النظام واي فاي WiFi وهو ذاته المعيار 802.11b. وعلى الرغم من معيارية الواي فاي فإن ثمة مكونات لاسلكية لها معايير مختلفة الأمر الذي يؤثر في سهولة تركيب المكونات مع بعضها. وكذلك فإن الكثير من الشركات تبالغ عندما تقول إنه يمكن الاتصال لاسلكياً بالإنترنت من على بعد 300 قدم، فهذا الأمر لا يتحقق إلى في ظروف عملية معقدة، إذ أن أقصى مسافة عملية تستطيع الحصول عليها في الشبكات اللاسلكية في معظم الأحوال لا تتعدى الخمسين قدماً تتفاوت بتفاوت البطاقات المستخدمة.
وأهم شيء ينبغي توفره لإنشاء الشبكة اللاسلكية هو اتصال سريع بالإنترنت ( كابل أو DSL)، فالشبكات اللاسلكية لا تعمل جيداً مع خط الاتصال العادي Dial up connection بالإنترنت. وثاني أهم عنصر في الشبكات اللاسلكية يتمثل في البطاقات اللاسلكية Wireless Cards التي تعمل كعمل الهوائي والراديو للاتصال بالشبكة.
وثمة سؤال ينبغي طرحه قبل الشروع في مشروع بناء الشبكة اللاسلكية، والسؤال هو: هل الغاية من الشبكة فقط مشاركة الاتصال بالإنترنت بين أكثر من جهاز، أو تبادل البيانات ومشاركة الموارد أيضاً؟
إذا كانت الغاية مجرد مشاركة الاتصال بالإنترنت، فإن المهمة ستكون أسهل وأبسط، إذ أن كل ما عليك فعله هو الحصول على نقطة وصول لاسلكية Wireless Access Point، ومن ثم وصل هذه النقطة بمودم DSL أو .Cable أما إذا أردت الأجهزة المتصلة بالشبكة أن تتبادل الملفات والبيانات فيما بينها، فإن المهمة ستصبح أكثر تعقيداً نوعاً ما، إذ عليك عندها شراء موزع لإدارة عملية تبادل الملفات بين هذه الأجهزة المتصلة بالشبكة اللاسلكية.
يمكنك اللجوء إلى الشبكات اللاسلكية في بيئة عمل قابلة للتنقل المستمر، أو لدى إقامة شبكة في أماكن تخضع لتعديلات معمارية أو تصميمية بصفة شبه دائمة، أو لتغيير متواصل كاستديوهات التصوير. وكذلك تعد الشبكات اللاسلكية الخيار الأمثل في المباني ذات الطابع أو الأهمية الخاصة، مثل المباني التاريخية التي قد يتسبب استخدام الكابلات فيها بمشاكل جمة.
فالهدف الرئيسي من الشبكة اللاسلكية باختصار هو التخلص من الأسلاك والتوصيلات وما تفرضه من محدودية المكان، وتقييد لحرية الحركة. فهي تتيح على سبيل المثال التحرك بكمبيوتر محمول في المنزل وهو متصل بالإنترنت والتنقل من غرفة إلى أخرى، أو من مكتب لآخر في العمل.
استخدامات الشبكة اللاسلكية
- عيوب الشبكات اللاسلكية:
1- يمكن اختراقها أو التشويش عليها ما لم تتخذ الإجراءات التقنية والأمنية اللازمة.
2- مسافات النقل تعد قصيرة مقارنة بالشبكات السلكية.
3- الكلفة الأولية لتشغيلها أعلى بثلاث أضعاف تقريباً من نظيرتها السلكية.
4- مشاكل في التداخل والتشويش في حال وجود أكثر من شبكة لاسلكية في مبنى واحد، أو مبنى مجاور قريب جداً.
5- تعد بطيئة نوعاً ما في نقل البيانات إذ لا تزيد سرعة الشبكة اللاسلكية هاي فاي عن 11 ميغا بت في الثانية، في حين تصل سرعة الإيثرنت السلكلية إلى 100 ميغا بت في الثانية.
ولكن ثمة بروتوكول لاسلكي جديد تم طرحه مؤخراً من شأنه أن يعزز من قوة وانتشار الشبكات اللاسلكية، وهو البروتوكول 802.11g الذي يتمتع بسرعة نقل للبيانات تصل إلى 54 ميغا بت في الثانية، أي أكثر بحوالي خمس أضعاف من المعيار السابق 802.11b.
وتخطط إنتل لدمج هذه التقنية في منتجاتها في ظل الانتشار والدعم الكبيرتين الذين باتت تحظى بهما الشبكات اللاسلكية، إذ تسعى الشركة لاستخدام المعيار الجديد في تقنيتها الجديدة '' سنترينو'' التي طرحتها مؤخراً. والمعيار الجديد يعمل بتردد موجي يبلغ 2.4، وهو متوافق مع المعدات المستندة إلى المعيار السابق .802. 11b
اشرف