أعتبر من المبرمجين أصحاب الخبرة الطويلة إلي حد ما فقد مارست تطوير المواقع لأكثر من 10 سنوات لدى أكثر من شركة مرموقة في الأردن و الإمارات العربية المتحدة ولكنني ورغم خبرتي البرمجية و المهنية لم أستطع إكتشاف هذا النوع الجديد الدارج من النصب و الاحتيال في سوق العمل الأردني خاصة في مجال البرمجة و تطوير المواقع الإلكترونية.
لقد كنت أعمل لدى جامعة أبوظبي قبل عودتي إلى الأردن ، و منذ اللحظة الأولى لوصولي بدأت أبحث عن عمل وقد أتيحت لي بصراحة عدة فرص اخترت منها العمل مع شركة أعطتني نسبة على كل موقع أقوم بتصميمه بدون راتب ثابت.
عملت لدى تلك الشركة لأكثر من شهر قبل أن أتعرف بشكل جدي على إحدى المبرمجات اللاتي عملن لدى الشركة أخبرتني يومها بأن لا أبذل الكثير من الجهد ، وحاولت أن تقنعني بأن أجد لنفسي عملا ثابتا بغض النظر عن الراتب. لم أقتنع بكلامها و لم تقم بدورها بتوضيح الأمر بشكل أكبر.
إلى تلك اللحظة لم أكن أنا و صاحب الشركة التي كنت أعمل فيها قد استلمنا من عملائنا ولكننا كنا قد قمنا بتسليم أكثير من 10 مشاريع جديدة و أكثر من 10 قديمة قمت بالتعديل عليها و إصلاحها لذلك لم أقم بمطالبة صاحب الشركة التي بدت لي صغيرة جدا بالمال.
حاول صاحب الشركة و الذي كان حينها بمثابة صديق لي إذ كنت أعمل معه لأكثر من 12 ساعة يوميا أن يقنعني بشكل أو بآخر بأنني صاحب عمل و شريك بالشركة و قد اقتنعت بذلك إلى حد ما حيث أنني بت أبذل من مالي الشخصي على الشركة كأن أذهب على حسابي الخاص لمقابلة عميل ما أو أن أقوم على حسابي الخاص بطباعة الكتيبات الإرشادية التي كتبتها أنا و هكذا ... ببساطة عملت لدى الشركة و كأنني أملكها.
مر الشهر الثاني و جاءت الغنيمة فبعد كل هذا الجهد حصلنا على 100 دينار أردني من أحد العملاء و كانت نسبتي لا تتجاوز الـ 50 دينار أي ما يقارب الـ 250 ريال سعودي. لم أعترض على ذلك و لم أوجه أي تهمة لصديقي الذي كنت أعطيه جهدي و عملي و تعبي و كل ما أملك و أرى أنه لا يحصل على شي بتات فلو حصل على دفعة من عميل لرأيته فأنا معه طوال الوقت.
و في الشهر الثالث اكتشفت أن صديقي هذا قد عين جابيا لتحصيل الأموال من العملاء منذ مدة و أنا لا أعلم بذلك. ثم اكتشفت أنني قد سلمت صديقي هذا أكثر من 30 مشروع بما فيها مواقع خاصة بالشركة و برمجيات خاصة بالدعم الفني و لم أحصل سوى على 250 ريال . فلمت نفسي و لم ألمه أنا من قبلت بهذا الوضع و علي تحمله فهو لا يملك المال الكافي لإعطائي شيئا.
بعد ذلك بدأت ألاحظ أن لصديقي هذا أصدقاء آخرون لا يلمون بالبرمجة بشكل واضح ولكنهم أصحاب كلمة في الشركة. و اكتشفت أنني لا أملك أن أقبل أو أرفض شيئا في هذه الشركة. و بدأ هو و أصدقاءه بين قوسين بمحاولة إثارة المتاعب إذ قام مباشرة بتغيير كلمة السر الخاصة بالخادم بدون معرفتي رغم أنني قمت بإصلاحه لأكثر من 5 أو ست مرات نتيجة أخطاء ارتكبها مبرمجون سابقون كان يعمل معهم.
و رفض بشكل قاطع أن يعطيني إياها ... ثم بدأ باستفزازي عبر فلان يكره التدخين فاحترم الشركة التي تعمل فيها ... و تكررت على لسانه كلمات أنا صاحب الشركة و أنا و أنا و أنا و أنت مجرد موظف و إلى آخره من هذا الكلام.. حاولت الصبر عليه جاهدا رغم أنني بت متيقنا من أنه قد حصل على المال الخاص بكافة المشاريع التي أنهتها لكنني لم أستطع فبدأت أبحث عن عمل آخر و أخبرته بأنني بحاجة للمال فما كان منه إلى أن قال لي و بكل وقاحة و غباء ( فالغبي هو الذي يعتقد بأن الآخرين أغبياء ) أنا لا أملك المال يمكنك أن تأخذ خادمنا الموجود على Godaddy بدلا من المال.
أعزائي و بدون الدخول بالتفاصيل أكتب هذا المقال لأشير إلى ضرورة طلب من يرغب بالعمل بشكل حر دفعة أولى قبل البدء بالعمل. انتبهو لهذا النوع من الاحتيال و اعلمو أن العقود و الشيكات لن تنفعكم فلو قمتم في الأردن بتقديمها للشرطة لاحتجتم لأكثر من 3 أو أربعة أشهر للحصول على مرادكم و لكلفكم الأمر أكثر بكثير مما تطمحون للحصول عليه.
عمليات نصب و احتيال
