احببت ان اطرح هذا الموضوع ولم اقصد فيه ان ناخذ حذرنا من ايهما اكثر خطورة التيار المتناوب ام المستمر او لمعرفة ايهما اخطر فعلا . وانما لمعرفة السبب في خطورة احدهما على الآخر والمادة العلمية التي يحملها هذا السبب
وشكرا للمشاركين بمعلوماتهم القيمة
|
--------------------------------------------------------------------------------
v بناءا على التجارب العملية التي تم منها استنباط المنحنى السابق فقد تم تحديد أن قيمة التيار الآمن الذي يستطيع أي شخص ناضج تحرير نفسه منه عند تردد 50-60 هيرتز هو 10-12 ميلي أمبير.
v كان ما سبق يتعلق بتأثير التيار على الخلايا الحيوية، ولكن ماذا بخصوص أنظمة الجسم الرئيسية الأخرى؟
v دوران الدم خلال الأوعية الدموية هي ناتجة عن عمل القلب، الأوعية الدموية تشكل شبكة شرايين متشعبة جدا ذات أقطار متفاوتة تتراوح من قطر الشعرة إلى شرايين ذات قطر 2 سم، وهذه الشرايين تشكل مقاومة (ممانعة) للدورة الدموية، وضغط الدم داخل جسم الإنسان يعتمد على عمل القلب ومجموع ممانعة جميع الشرايين في نظام الأوعية الدموية. دوران الدم هو شرط أساسي للحياة وهذا الدوران ينتج عن إنقباض القلب بمعدل 70 قبضة بالدقيقة، وتوقف الدم لفترة 3-5 دقائق يتسبب عادة بالموت، هذا الأمر ناتج عن العمل الغير صحيح للقلب، أو ما يدعى : إختلاج عضلة القلب Ventricular fibrillation ، وهذا الأمر ناتج عن الإنقباض الغير منتظم لأجزاء عضلات القلب والذي يصل إلى 300-500 إنقباض في الدقيقة، فقدان هذا الإنتظام يؤدي إلى توقف عمل القلب وبالتالي توقف الدم والوفاة.
v موضع القلب في جسم الإنسان هو بشكل يؤدي في أغلب الأحيان إلى مرور التيار من خلاله عند الصعقة، فعندما يكون فرق الجهد هو يد إلى يد فإن المرور من خلال القلب، وإذا كان يد إلى قدم فأيضا يكون من خلال القلب وبالذات عندما تكون اليد اليسرى، وعندما تحصل الصعقة بالتيار شائع الإستعمال (بتردد 50-60 هيرتز) فإنه تحصل بسبب هذا التردد عادة مسألة Ventricular fibrillation، العامل الرئيسي المؤثر في هذه الظاهرة إضافة إلى التردد وقيمة التيار هو زمن التأثير والذي عند زمن مقداره 0.2 ثانية يكون بلا تأثير على الأغلب،
v الأثر الآخر للصعقة هو توقف التنفس، تقوم مراكز عصبية معينة في الدماغ بالتحكم بالتنفس عن طريق توجيه محفزات إلى الحجاب الحاجز عن طريق النظام العصبي، جريان التيار من خلال الدماغ قد يؤدي إلى إيقاف هذا المركز العصبي وبالتالي إيقاف فعالية التنفس والذي بدوره يؤدي إلى إيقاف الأكسجين عن خلايا الجسم ومن ثم الموت.
v أيضا جريان التيار من خلال القفص الصدري والحجاب الحاجز يؤدي إلى إنقباض عضلات التنفس وبالتالي إيقاف عملية التنفس، وبالتالي الموت بالإختناق لعدم الحصول على الأكسجين.
v تأثير التيار على جسم الإنسان له آثار مختلفة عند كل قيمة، والجدول التالي ناتج من إحدى التجارب ويوضح الآثار لتيار تردده 50-60 هيرتز يتعرض له الجسم لفترة زمنية كافية
v هنالك منحنى آخر يتضمن القيم لل DC والقيم0
v التجارب الممثلة في القوائم أعلاه هي في حالة تأثير التيار لزمن بسيط، ولكن من المعلوم أن تأثير التيار على جسم الإنسان أو بمعنى آخر مدى الخطورة تعتمد على الزمن إضافة إلى عامل قيمة التيار والتردد، ولذلك نرى في المنحنى التالي مدى الخطورة للتيار بعلاقة الزمن
v في المنحنى قيمة التردد ثابتة 50 هيرتز، والمتغير هو الزمن والقيمة:
1. تيار لا يمكن الشعور به من قبل الإنسان.
2. يكون رد الجسم بشكل وخز أو إرتعاش الأطراف، والتصلب، والإنقباض، ولكن عادة بدون أي عواقب خطيرة.
3. تحصل نتائج واضحة على الجسم، ولكن عادة بدون ظاهرة إختلاج القلب، ولكن ممكن أن تحصل إضطراب التنفس نتيجة إنقباض عضلات الحجاب الحاجز.
4. هنالك خطورة كبيرة لإحتمالية التعرض إلى ظاهرة إختلاج القلب (الإحتمالية 50%).
5. إحتمالية الإصابة باختلاج القلب تزيد عن 50%.
v نتيجة لظاهرة تأيين السائل داخل الخلايا عند مرور التيار المستمر وذو التردد المنخفض كما تم توضيح ذلك في النقاط السابقة ، فإن هذا سيؤدي إلى فقدان الوعي والذي غالبا ما يكون سببه المباشر هو :
1. نقص الإكسجين في الدماغ والذي يتسبب به توقف دوران الدم .
2. التأثير المباشر للتيار على الدماغ.
3. يكون في كثير من الحالات سبب فقدان الوعي هو نشوء حرارة ناتجة من التيار داخل الدماغ، فمن المعروف أن سريان التيار من خلال الجسم ينشأ عنه حرارة معينة (Q=I2.R.t) ، هذه الحرارة ممكن أن تتسبب بتلف مؤقت أو دائم للدماغ.
فقدان الوعي هذا قد يكون للحظات أو يستمر لأيام.
v نتيجة لمرور التيار من خلال العمود الفقري أو الأعصاب الحسية والحركية يكون تلف لهذه الأعصاب، مما يتسبب بحالة عصبية أو إعاقة حركية.
v الحرارة الناتجة من التيار (Q=I2.R.t) تكون سببا في العديد من الأضرار، إرتفاع الحرارة أعلى من 50 درجة يؤدي إلى تكسير الكريات البيضاء، وبالتالي يكون ذلك سببا في تهتك الأنسجة، وتكون أيضا هذه الحرارة سببا بالحروق الجلدية والأنسجة العضلية الأخرى، الأنسجة المحترقة قد تتسبب بحالة التسمم بعد عدة أيام من الإصابة بالصعقة الكهربائية.
v تبدي الإحصائيات أنه في كثير من الأحيان يحصل الضرر الناتج عن التيار بدون أن يسري التيار في الجسم، مثلا ممكن أن تنشأ شرارة قوية تصل حرارتها إلى 5000 درجة مئوية وهي التي تتسبب بأضرار فيزيائية للإنسان مثل حروق الجلد والتأثير على البصر، حيث أن الأشعة الناتجة من الشرارة ممكن أن تصيب شبكية العين بأضرار كبيرة، وأيضا تكون في كثير من الأحيان أضرار ناتجة عن السقوط من المرتفعات كنتيجة للصعقة الكهربائية، أو ممكن أن تتسبب الصعقة بصدمة قوية للشخص المصاب نتيجة للخوف والهلع، أو بسبب الشرارة الكهربائية.
v لفهم ظاهرة : إختلاج عضلة القلب Ventricular fibrillation بتفاصيلها ومعرفة طبيعتها وتأثير التيار وتردد التيار على حدوثها
- عندما قام العلماء بالأبحاث فقد واجهوا صعوبة بتقدير المخاطر على الإنسان فاعتمدوا عدة طرق لأبحاثهم:
o حاولوا بدراسة وتحليل النتائج الفيزيائية على الإنسان، أي تأثير التيار على الخلايا الحيوية وعلى نبضات القلب وعلى الأعصاب، إلا أن هذه الدراسة كانت من الصعوبة بمكان بحيث لم يكن سهلا إعطاء نتائج شاملة لجسم الإنسان بناءا عليها.
o قاموا بالتجارب على الحيوانات.
o قاموا باستقراء التقارير التي تمت بناءا على الحوادث المختلفة للصعقة الكهربائية سواء التي كانت تؤدي منها إلى الموت أو النجاة أو التسبب بإعاقات ذات درجات مختلفة.
o قاموا بإجراء الأبحاث على المحكومين بالإعدام، فمن المعروف أنه في بعض البلدان مثل أمريكا يتم الإعدام على الكرسي الكهربائي، ويتم صعق المحكوم بفولتيات متفاوتة وفي أكثر من مرحلة، وقد استغل بعض الباحثين هذا الأمر في تحليل تأثير التيار على جسم الإنسان.
o بسبب صعوبة البحث وأهميته للسلامة العامة فقد ارتأى العلماء تحديد حد معين ذو بعد واحد وهو يحدد خطوط السلامة والأمان، وقد أسموه (تيار التحرير) (Let Go Current)وهو التيار الذي إذا تم تجاوزه فلا يستطيع الإنسان تحرير قبضة يده من سلك مكهرب، فعند مسك شخص معين لسلك كهرباء فإن التيار سيمر من خلال جسم هذا الشخص ويؤثر على الأعصاب بحيث تنقبض اليد وتتوقف إستجابة الأعصاب ولا يقدر الشخص عندها من تحرير يده إذ أصبح مسلوب القوى وعديم الإرادة، وهنا قام العلماء بتحديد قيم لهذا التيار، وهو مذكور في المواصفات العالمية.
في حياتي العملية مرت علي تجارب شخصية كثيرة وعديدة، وأنا أطرح بعض المواقف التي مرت بي وذلك للمعرفة والإطلاع:
- - في إحدى المرات (قبل أكثر من عشر سنوات) وأثناء عملي كنت أقوم بمسك مفتاح وأعمل على شد الصواميل (العزقات) أو (Nuts) على الباسبارات Bus bars على لوحة توزيع كهرباء مركزية MDB أو Main Switch Board ، وقد كنت أشد البراغي على جزء مفصول عنه التيار، وكان عقلي شاردا بمواضيع أخرى، وإذ بي أنتقل إلى الصف التالي وأبدأ بشد البراغي على الباسبار هناك وقمت بشد مجموعة من البراغي قبل أن أستدرك فجأة بأنني أقوم بشد البراغي على الصف الذي عليه فولتية حية (غير مفصول الكهرباء عليه إذ أنني قمت بفصل الكهرباء على الصف الأول فقط) ، وبحمد الله أنني لم أصب بأذى برغم أن الفولتية 440 فولت وعلى خطوط 3 فاز ، ولوحة مركزية بقدرة 2400KVA ، مع الإستمرار بلمسها لأكثر من نصف دقيقة قبل أن أنتبه ، إلا أنني ومن مماراساتي أنني عندما أعمل بالكهرباء كنت أحرص دائما على العمل بيد واحدة، ولا ألمس بيدي الأخرى أي جسم، وأقف معزولا عن الأرض بشكل مناسب، وهذا الأمر هو الذي حماني فتعرضت للجهد ولكن لم أتعرض لفرق جهد وإلا لما وجدتوني قد كتبت هذا الموضوع اليوم، خصوصا أنني كنت أعمل لوحدي ولم يكن بجانبي أي شخص لينقذني.
- كان لدينا أحد الفنيين وهو فني لحام، صعد على السلم ليعمل في مكان صعب وليدخل رأسه بين أنبوبين كبيرين (6 إنش)، ولكن وللأسف فقد كان أحد الأنبوبين مكهرب لوجود سلك مكشوف حامل للكهرباء على طرفه، فعندما صعقه التيار فقد عاد رأسه للخلف وارتطم بالأبوب الخلفي، ومرة أخرى كرد فعل عاد وارتد عن هذا الأنبوب ليرتطم بالأنبوب الأول، وبقي هكذا لفترة تتجاوز نصف دقيقة قبل أن يقوم أحدهم بفصل التيار وإنقاذه، حيث كان وجهه مغطى بالدم بعد أن عمل كجرس لمدة نصف دقيقة.
الخلاصة النهائية:
- التيار المتردد أخطر على الإنسان من التيار المستمر ، هذا للترددات المنخفضة (2000Hz>)والتيارات المنخفضة (30mA>)، ويكون تأثير التيار المتردد 50-60 هيرتز أخطر 3-5 أضعاف التيار تأثير التيار المستمر.
- تختلف خطورة التيار المتردد تبعا لقيمة التردد وهي حسب منحنى خاص، وتصل أعلى قيمة للخطورة عند التردد 50 – 60 هيرتز .
- التيار المتردد ذو الترددات المرتفعة وذو التيار المرتفع يعتبر أقل خطرا مقارنة مع نفس القيمة للتيار المستمر، مثلا تيار متردد 40ميلي أمبير عند تردد 1000 هيرتز يعتبر أكثر أمانا من التيار المستمر 30 ميلي أمبير ، بينما يعتبر نفس التيار المستمر أكثر أمانا من التيار المتردد 13 ميلي أمبير عند تردد 500 هيرتز.
- يختلف أثر التيار المتردد عن أثر التيار المستمر على جسم الإنسان عند قيم مختلفة ويختلف أيضا أثره حسب التردد، فقد يكون أثر تيار ذو قيمة تردد عالي ينحصر على الحروق أحيانا.
- شدة الإصابة للإنسان أو لنقل درجة الخطورة تعتمد على ستة عوامل: فرق الجهد، مقاومة الجسم (أو المسار الكلي للتيار)، شدة التيار، نوع التيار، مسار التيار في الجسم، والزمن الذي يتم التعرض له في الصعقة.
- الخطورة العظمى على الإنسان هي في التيار وليس في الفولتية.
- من أخطر ما يتعرض له المصاب في الصعقة الكهربائية هو ظاهرة إختلاج القلب fibrillation ، وهي ظاهرة إضطراب إنتظام دقات القلب وبالتالي توقف ضخ الدم أو ضعف الضخ، وأكبر مسبب بهذه الظاهرة هو التيار المتردد، ولذلك فهو يشكل خطرا على القلب.
- تحصل الخطورة على خلايا الجسم نتيجة لمرور التيار المستمر بإتجاه واحد أو المتردد ذو ترددات منخفضة من خلال السائل الإلكتروليتي في الخلايا وما بين الخلايا مما يتسبب بتأيين السائل والتسبب بإختلاف توزيع الأيونات المحتويها السائل.
- الفولتية الآمنة هي الفولتية التي يستطيع الشخص لمسها بيده لفترة طويلة وبحيث يمر من خلاله تيار لا يمكن الشعور به،
- تيار التحرير Let Go Current هو التيار الذي عنده يستطيع الإنسان تحرير نفسه بنفسه وهي وفقا للمنحنى المذكور.
- تم حساب الفولتية الآمنة بناءا على أقل حد لمقاومة جسم الإنسان، فتم تحديد الفولتية الأمنة للتيار المتردد 50 هيرتز بقيمة 65 فولت، أما الفولتية الآمنة للتيار المستمر فهي 110 فولت، هذا للأجسام الجافة وللأجهزة في ظروف عدم وجود رطوبة، أما إن وجدت الرطوبة فإن الحد الآمن للجهد المتردد هو 30 فولت، وللجهد المستمر 60 فولت.
- الخطورة تعتمد إضافة إلى قيمة التيار ونوع التيار على الزمن الذي يتم التعرض له، والمنحنى للزمن هو ليس خطي ويختلف ما بين التيار المستمر والمتردد.
- خطورة الفولتية تتبلور فقط في مسألة إنهيار عازلية الجسم والحروق الناتجة.
منقول للامانه وشكرا